ياليته يعود

قلبي مُحبٌ والحبيبُ دواءُهُ




والقلبُ ذابت بالهوى أجزاءُهُ




وازداد وجدي والحبيبُ مفارقٌ




ورجوتهُ ألاَّ يطولَ جفاءُهُ




إن الجفاءَ يقودني نحو الأسى




لأظلَّ جسماً هدَّهُ اعياءُهُ




إني بفقدي للحبيب كميِّتٍ




وله توجَّبَ أن يُقامَ عزاءُهُ





عُدْ يا حبيبُ لمهجةٍ مجروحةٍ




جرحاً بدونك لا يتمُّ شفاءُهُ




عُدْ يا حبيبُ لخاطرٍ متوجسٍ




حملَ الأسى فتبعْثرتْ أشلاءُهُ




عُدْ يا حبيبُ لمن يضجُّ تألُماً




وتغيَّرتْ من حوله أشياءُهُ




الفقدُ ألهبَ خاطري وأذلني




وأنا الذي شمتتْ به أعداءُهُ






هل أنت تسمع ما أبثُّ مع الدجى



والوجدُ أورثني الضياعَ بقاءُهُ




صوتي بليلي في نداءكَ قاتلٌ




صوتٌ يقودُكَ للردى اصغاءُهُ




تتأوهُ الدنيا لحزن شكايتي




والكونُ تسمع صرختي أرجاءُهُ




إن كان قلبي دون حبِّكَ ميِّتاً




فلأنَّ حـبَّـكَ مــاءُهُ وهــواءُهُ




وسواكَ عندي لا أريد لراحتي



ووجود غيرِكَ لا أكون أشاءُهُ




وسواك لم أذهب له بمتاعبي



إذ أنَّ صوتَكَ للضنى انهاءُهُ




ولقد بقيتُ مع الظلام مفكِّراً




ومعي فؤادٌ لا يُقاسُ شقاءُهُ




ولقد بثثتُ إلى الظلام شكايتي




فلربما يُنهي الأسى إنباؤهُ





يا ليلُ فارقَ من هويتُ لأنتهي



مثل الذي قتلاً تسيلُ دماءُهُ




يا ليلُ ياليت الزمان يعيدُهُ




فالعمرُ والزمنُ الجميلُ لقاءُهُ




وفراقه النارُ التي تجتاحني




والمكثُ في سجنٍ يطول عناءُهُ




يا ليلُ لم أرتح سوى بلقاءِهِ




وسواهُ ما هزَّ الشعورَ نداءُهُ




يا ليلُ بالأحزان إني غارقٌ



كمُعذّبٍ تلهو به أعباءُهُ




سهمُ الفراق أصابني في مقتلٍ




لأصير مطروحاً مخيفٌ داءُهُ




نارُ الفراق مقيمةٌ في مهجتي




وأنا بها ذاك العظيمُ بلاءُهُ




الحزن كان على المشاعر سيداً




والوجهُ باديةٌ به أرزاءُهُ





والهمُّ ديدنُهُ الرسوخُ بمهجتي



والكونُ من ضيقي يضيقُ فضاءُهُ




من شدةِ الآهاتِ ماتت بهجتي




قتلاً وعمري لا يُطلُّ بهاءُهُ




فقدي حبيباً كالسراج أضرني




وفقدتُ بدراً لا يُعافُ ضياءُهُ




من بعدهِ لستُ الحياةَ أُطيقها




والجمرُ أصعبُ مُصعَبٍ اطفاءُهُ





أبكي بكاءاً مستمراً حارقاً




وألومُ دهراً لا يدومُ صفاءُهُ




رحل الحبيبُ وإنني من بَعدِهِ




كربيبِ حزنٍ لا يخفُّ بكاءُهُ




ياليته نحوي يعود بشوقهِ



ليعود للقلب الحزين هناءُهُ




ياليته يوماً يعود لتائهٍ




بادٍ عليه من الضياع عناءُهُ





ياليته رفقاً يجيءُ لذائبٍ




قد كان أثَّرَ في الجماد نداءُهُ




أدري به كلُّ الوفاءِ بطبعهِ




وكأنما صنع الوفاءَ وفاءُهُ




وهو الحبيبُ هو المقيمُ بخاطري




ويريحني ويطيبُ لي اطراءُهُ




روحي حياتي مهجتي ومشاعري




وأنا وما ملكتْ يدايَ فداءُهُ



تحياتي